كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


تتمة المعجزات ودلائل النبوة

35388- عن حبان بن بح الصدائي قال‏:‏ كفر قومي فأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم جهز لهم جيشا، فأتيته فقلت‏:‏ إن قومي على الإسلام، قال‏:‏ كذلك‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، واتبعته ليلتي إلى الصباح، فأذنت بالصلاة، فلما أصبحت أعطاني إناء فتوضأت منه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه في الإناء فنبع عيون، فقال‏:‏ من أراد منكم أن يتوضأ فليتوضأ، فتوضأت وصليت، وأمرني عليهم وأعطاني صدقتهم، فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن فلانا ظلمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا خير في الإمارة لرجل مسلم، ثم جاء رجل يسأل صدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الصدقة صداع وحريق في البطن وداء، فأعطيته صحيفة إمرتي وصدقتي، فقال‏:‏ ما شأنك‏؟‏ فقلت‏:‏ وكيف أقبلها وقد سمعت منك ما سمعت‏؟‏ فقال‏:‏ هو ما سمعت‏.‏

‏(‏طب وأبو نعيم‏)‏‏.‏

35389- ‏{‏مسند حذيفة بن أسيد الغفاري‏}‏ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ عرضت علي أمتي البارحة أدنى هذه الشجرة أولها إلى آخرها، فقال رجل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ هذا عرض عليك من خلق فكيف عرض عليك من لم يخلق‏؟‏ قال‏:‏ صوروا لي في الطين حتى لأنا أعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه‏.‏

‏(‏الحسن بن سفيان، طب، ض وأبو نعيم‏)‏‏.‏

35390- عن غيلان بن سلمة ‏(‏غيلان بن سلمة بن معتب أسلم بعد فتح الطائف وكان تحته عشر نسوة من الجاهلية فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخير منهن أربعة أسد الغابة 4/343‏.‏ ص‏)‏ الثقفي قال‏:‏ خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فرأينا منه عجبا، مررنا بأرض فيها أشاء ‏(‏أشاء‏:‏ الاشاء‏:‏ صغار النخل، واحدتها أشاء 1/24 لسان العرب‏.‏ ب‏)‏ متفرق فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا غيلان‏!‏ ايت هاتين الاشاءتين، فمر إحداهما تنضم إلى صاحبتها حتى أستتر بهما فأتوضأ، فانطلقت فقمت بينهما، فقلت‏:‏ إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحداكما أن تنضم إلى صاحبتها، قال‏:‏ فمادت إحداهما ثم انقلعت تخد في الأرض حتى انضمت إلى صاحبتها‏.‏

فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ خلفهما ثم ركب، وعادت تخد في الأرض إلى موضعها، قال‏:‏ ثم نزلنا معه منزلا فأقبلت امرأة بابن لها كأنه الدينار فقالت‏:‏ يا نبي الله‏!‏ ما كان في الحي غلام أحب إلي من ابني هذا فأصابته الموتة ‏(‏الموتة‏:‏ بالضم‏:‏ جنس من الجنون والصرع يعترى الانسان، فإذا أفاق عاد إليه عقله كالنائم والسكران‏.‏ والموتة‏:‏ الغشي‏.‏ والموتة‏:‏ الجنون لأنه يحدث عنه سكوت كالموت‏.‏انتهى‏.‏2/92 لسان العرب‏.‏ ب‏)‏، فأنا أتمنى موته فادع الله له يا نبي الله‏!‏ قال‏:‏ فأدناه نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ بسم الله، أنا رسول الله، أخرج عدو الله - ثلاثا، قال‏:‏ اذهبي بابنك لن تري بأسا إن شاء الله‏.‏

ثم مضينا فنزلنا منزلا فجاء رجل فقال‏:‏ يا نبي الله‏!‏ إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما، ومنعاني أنفسهما وحائطي وما فيه، ولا يقدر أحد على الدنو منهما، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى أتى الحائط فقال لصاحبه‏:‏ افتح، فقال‏:‏ يا نبي الله‏!‏ أمرهما أعظم من ذلك، قال‏:‏ فافتح، فلما حرك الباب بالمفتاح أقبلا، لهما جلبة كخفيف الريح، فلما أفرج الباب ونظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بركا ثم سجدا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رؤسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال‏:‏ استعملهما وأحسن علفهما، فقال القوم يا نبي الله‏!‏ تسجد لك البهائم‏!‏ فما لله عندنا بك أحسن من هذا، آجرتنا من الضلالة واستنقذتنا من الهلكة، أفلا تأذن لنا بالسجود لك‏؟‏ فقال‏:‏ كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات‏؟‏ أتسجدون لقبره‏؟‏ قالوا‏:‏ يا نبي الله‏!‏ نتبع أمرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت، لو كنت آمر أحدا بالسجود من هذه الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها، قال‏:‏ ثم رجعنا، فجاءت المرأة أم الغلام فقالت‏:‏ يا نبي الله‏!‏ والذي بعثك بالحق ما زال من غلمان الحي، وجاءت بسمن ولبن وجزر، فرد عليها السمن والجزر وأمرهم بشرب اللبن‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35391- عن قباث بن أشيم قال؛ انهزمت يوم بدر فقلت في نفسي‏:‏ لم أر مثل هذا اليوم قط، فلما أومن الناس أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأستأمنه، فقال‏:‏ قباث‏!‏ قلت‏:‏ لم أر مثل أمر الله قط فر منه إلا النساء، فقلت‏:‏ أشهد أنك رسول الله ما ترمرمت به شفتاي وما كان إلا شيئا عرض في نفسي‏.‏

‏(‏ابن منده، كر‏)‏‏.‏

35392- عن قباث بن أشيم قال‏:‏ شهدت بدرا مع المشركين وإني لأنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني وكثرة من معنا من الخيل والرجال فانهزمت فيمن انهزم، فقد رأيتني وإني لأنظر إلى المشركين في كل وجه وإني لأقول في نفسي‏:‏ ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء، فلما كان بعد الخندق قلت، لو قدمت المدينة فنظرت ما يقول محمد وقد وقع في قلبي الإسلام، فقدمت المدينة فسألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا‏:‏ هو ذاك في ظل المسجد مع ملأ من أصحابه، فأتيته وأنا لا أعرفه من بينهم فسلمت، فقال‏:‏ يا قباث بن أشيم‏!‏ أنت القائل يوم بدر‏:‏ ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء‏؟‏ فقلت‏:‏ أشهد أنك رسول الله وإن هذا الأمر ما خرج مني إلى أحد قط وما ترمرمت به إلا شيئا حدثت به نفسي، فلولا أنك نبي الله ما أطلعك الله عليه، هلم حتى أبايعك، فعرض علي الإسلام، فأسلمت‏.‏

‏(‏الواقدي، كر‏)‏‏.‏

35393- عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن قتادة بن النعمان قال‏:‏ خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت‏:‏ لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الصلاة وأسيته بنفسي، ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا قتادة؛ ما هاج عليك‏؟‏ فقلت‏:‏ أردت بأبي أنت وأمي أؤنسك، قال‏:‏ خذ هذا العرجون فتخصر به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك، ثم قال‏:‏ إذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن في أستار البيت فإن ذلك الشيطان، فخرجت فأضاء لي ثم ضربت مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35394- عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة ابن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ لا، فدعا به فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت‏.‏

‏(‏ع، عد والبغوي، ق في الدلائل، كر‏)‏‏.‏

35395- عن قتادة بن النعمان أنه سالت عينه على خده يوم بدر، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أصح عينيه‏.‏

‏(‏البغوي، كر‏)‏‏.‏

35396- عن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان حدثني أبي عن أبيه عمر عن أبيه قتادة بن النعمان قال‏:‏ أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد، فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت من سنتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي على خدي وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا، فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35397- ‏{‏مسند الحكم بن أبي العاص بن أمية‏}‏ عن قيس ابن جبير قال قالت بنت الحكم قلت لجدي الحكم‏:‏ ما رأيت قوما كانوا أعجز ولا أسوأ رأيا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم يا بني أمية‏!‏ قال‏:‏ لا تلومينا يا بنية‏!‏ إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين، قلنا‏:‏ والله‏!‏ ما نزال نسمع قريشا‏:‏ يصلي هذا الصابئ في مسجدنا تواعدوا له حتى تأخذوه، فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتا ظننا أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله، ثمن تواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه، فوالله‏!‏ ما نفعنا ذلك‏.‏

‏(‏طب وأبو نعيم‏)‏‏.‏

35398- عن أبي الطفيل أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال‏:‏ إنكم ستأتون إن شاء الله عدا عين تبوك وإنكم تأتونها بضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي، فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل مسستما من مائها شيئا‏؟‏ قالا‏:‏ نعم، فشتمهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا‏؟‏‏؟‏ من العين بأيديهم قليلا حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول اله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيه فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يوشك يا معاذ إن تطاول بك حياة أن ترى ماءها هنا قد ملئ جنانا‏.‏

‏(‏مالك، عب‏)‏‏.‏

35399- ‏{‏مسند خباب بن الأرت‏}‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السلب فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خلأت ‏(‏خلأت‏:‏ خلأت الناقة‏:‏ حزنت وبركت من غير علة‏.‏ المختار 143‏.‏ ب‏)‏ لي ناقتي وأنا أضربها فقال‏:‏ لا تضربها، وقال صلى الله عليه وسلم خل، فقامت فسارت مع الناس‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

35400- عن الحكم بن الحارث السلمي عن الصنابحي قال‏:‏ حضرنا معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم الذبيح، فقال بعض القوم‏:‏ إسماعيل الذبيح، وقال بعضهم‏:‏ بل إسحاق الذبيح، فقال معاوية‏:‏ سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال‏:‏ يا ابن الذبيحين‏!‏ قال فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليه فقلنا‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ وما الذبيحان‏؟‏ قال‏:‏ إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم، فخرج السهم على عبد الله، فأراد ذبحه، فمنعه أخواله من بني مخزوم فقالوا‏:‏ أرض ربك وافد ابنك، ففداه بمائة ناقة؛ فهو الذبيح وإسماعيل الذبيح‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35401- عن معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليمامي عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال‏:‏ حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه دارة القمر وسمعت منه عجبا، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي يوم ولد قد لفه في خرفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا غلام‏!‏ من أنا‏!‏ قال‏:‏ أنت رسول الله، قال صدقت، بارك الله فيك‏!‏ قال‏:‏ ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب، قال قال أبي‏:‏ فكنا نسميه مبارك اليمامة‏.‏

‏(‏ابن النجار؛ وفيه محمد بن يونس الكديمي‏)‏ ‏(‏أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة معرض بن معيقيب 5/229‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35402- عن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ كنت أحد العشرين حرسا في الصفة وإنه أصابنا جوع وكنت أحدث القوم سنا، فبعثني القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو له ذلك، فالتفت في بيته فقال‏:‏ هل من شيء‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم يا نبي الله‏!‏ ههنا شيء من كسر وشيء من لبن، قال‏:‏ ايتوني به، فأتي به ففت الكسر فتا دقيقا ثم صب عليه اللبن ثم دلكه بيده حتى جعله كالزبد وأنا قائم أنظر إليه، ثم قال لي‏:‏ يا واثلة‏!‏ فائتني بعشرة من أصحابك وليجلس في المحرس عشرة، فتعجبت لذلك لقلة الثريد، فأتيت المحرس فدعوت عشرة، فأجلسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الطعام، ثم أخذ برأس الثريد بيده ثم قال‏:‏ خذوا - وفي لفظ‏:‏ كلوا - بسم الله من جوانبها واعفوا رأسها فإن البركة تأتيها من فوقها وإنها تمد، قال‏:‏ فرأيتهم يأكلون ويتخللون أصابعه حتى تضلعوا شبعا وإن الثريد ليخيل لي أنها كما هي، وقال‏:‏ اذهبوا بسم الله إلى محرسكم وابعثوا أصحابكم، فانصرفوا وقمت متعجبا لما رأيت، واقبل على العشرة وأمرهم بمثل الذي كان أمر به أصحابهم وقال لهم مثل الذي قال لهم، فأكلوا منها حتى تملؤا شبعا وحتى انتهوا وإن فيها لفضلة‏.‏

‏(‏كر وابن النجار‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/305‏)‏ وقال رواه كله الطبراني بإسنادين واسناده حسن‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35403- عن يزيد بن الأسود أن أحد الرجلين اللذين صليا في رحالهما قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله‏!‏ استغفر الله لي، قال‏:‏ غفر الله لك‏!‏ قال‏:‏ وأخذ بيده فوضعها في صدري فوجدت بردها في ظهري، قال‏:‏ ما شممت ريحا قط أطيب من يده ولقد كانت أبرد من الثلج‏.‏

‏(‏بقي بن مخلد‏)‏‏.‏

35404- عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال‏:‏ إن رجلا من أهل الشام نزل بيهودي من أهل يثرب فأنزله وأكرمه، فقال الشامي‏:‏ إني لا أدري ما أجازيك بما صنعت إلي إلا أني أكرمك بحديث أحدثكه فاحفظه مني‏:‏ إنه خارج بأرض العرب نبي فإن أدركته فاتبعه، فإن أنت لم تفعل فليكن بينك وبينه ولث ‏(‏ولث عهد‏:‏ في حديث عمر ‏(‏أنه قال للجاثليق‏:‏ لولا ولث عقد لك لأمرت بضرب عنقك‏)‏ الولث‏:‏ العهد غير المحكم والمؤكد‏.‏ وقيل‏:‏ الولث‏:‏ الشيء اليسير من العهد‏.‏ النهاية 5/223‏.‏ ب‏)‏ عهد قال‏:‏ فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنك رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فاتبعني، فقال اليهودي‏:‏ لا أدع ديني ولكن لي ألف نخلة فلك منها مائة وسق أؤديه كل عام إليك وأنا آمن على أهل ومالي، فاكتب لي بذلك؛ فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوسف‏:‏ فهو ذا، ما يؤخذ منه غيره حتى الساعة مائة وسق، ما يزاد عليه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35405- ‏{‏مسند رفاعة بن عرابة الجهني‏}‏ عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو العذري حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن زمل بن عمرو العذرى قال‏:‏ كان لبني عذرة صنم يقال له حمام، وكان سادنه رجلا يقال له طارق، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا‏:‏ يا بني هند بن حرام‏!‏ ظهر الحق وأودى حمام، ودفع الشرك الإسلام؛ ففزعنا لذلك وهالنا، فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول‏:‏ يا طارق، يا طارق‏!‏ بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادع بأرض تهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة، فوقع الصنم لوجهه‏.‏ قال زمل‏:‏ فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته‏:‏

إليك يا رسول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل

لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي

وأشهد أن الله لا شيء غيره * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي

قال‏:‏ فأسلمت وبايعت وأخبرناه بما سمعنا، فقال‏:‏ ذلك من كلام الجن، ثم قال‏:‏ يا معشر العرب‏!‏ إني رسول الله إلى الأنام كافة، أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني رسوله وعبده، وأن تحجوا البيت، وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان، فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا، ومن عصاني كانت النار منقلبا‏.‏ قال‏:‏ فأسلمنا وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته إلى قومه عامة، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله، ومن أبى فله أمان شهرين‏.‏ شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري‏.‏

‏(‏كر، وقال‏:‏ غريب جدا‏)‏‏.‏

35406- عن أبي أمامة قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما كان بدء أمرك‏؟‏ قال‏:‏ دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي خرج منها نور أضاء قصور الشام‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

35407- عن أبي أمامة قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله عز وجل استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن ثم قال لي‏:‏ يا محمد‏!‏ إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف عهرك مددا، والذي نفسي بيده‏!‏ لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا - يعني جور السلطان - قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ وما النطفتان‏؟‏ قال‏:‏ بحر المشرق والمغرب، والذي نفسي بيده‏!‏ ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل‏.‏

‏(‏كر وابن النجار‏)‏‏.‏

35408- عن أبي ذر قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف علمت أنك نبي حتى علمت ذلك واستيقنت أنك نبي‏؟‏ قال‏:‏ يا أبا ذر‏!‏ أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ أهو هو‏؟‏ قال‏:‏ هو هو، فقال‏:‏ زنه برجل، فوزنت برجل فرجحته، ثم قال‏:‏ زنه بعشرة، فوزناني بعشرة فوزنتهم، ثم قال‏:‏ زنه بمائة، فوزناني بمائة فرجحتهم، ثم قال‏:‏ زنه بألف، فوزناني بألف فرجحتهم، فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان، فقال أحدهما للآخر‏:‏ لو وزنته بأمته لرجحها، ثم قال أحدهما لصاحبه‏:‏ شق بطنه، فشق بطني، ثم قال أحدهما لصاحبه‏:‏ أخرج قلبه، فشق قلبي فأخرج منه مغمز ‏(‏مغمز‏:‏ الغمز‏:‏ العصر والكبس باليد‏.‏ ومنه حديث عائشة ‏(‏اللدود مكان الغمز‏)‏ هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد‏:‏ أي تكبس‏.‏ النهاية 3/385‏.‏ ب‏)‏ الشيطان وعلق الدم فطرحهما، ثم قال أحدهما للآخر‏:‏ اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ‏(‏الملاء‏:‏ بالضم والمد‏:‏ جمع ملاءة، وهي الازار واربطة النهاية 4/352‏.‏ ب‏)‏ ثم دعى بسكينة كأنها برهرهة ‏(‏برهرهة‏:‏ في حديث المبعث ‏(‏فأخرج منه علقة سوداء، ثم أدخل فيه البرهرهة‏)‏ قيل‏:‏ هي سكينة بيضاء جديدة صافية، من قولهم‏:‏ امرأة برهرهة كأنها ترعد رطوبة‏.‏ قال الخطابي‏:‏ قد أكثرت السؤال عنها فلم أجد فيها قولا يقطع بصحته، ثم أختار أنها السكين النهاية 1/122‏.‏ ب‏)‏ بيضاء فأدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه‏:‏ خط بطنه، فخاط بطني فجعلا الخاتم بين كتفي، فما هو إلا أن وليا عني فكأنما أعاين الأمر معاينة‏.‏

‏(‏الدارمي والروياني والحباني في فوائده، كر وابن النجار، ص - عن سويد بن يزيد العمى ‏(‏أخرج بعض الحديث الدارمي في سننه باب كيف كان أول شأن النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏صفحة 9‏)‏‏.‏ ص‏)‏ ‏)‏‏.‏

35409- عن أبي ذر قال‏:‏ لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته، كنت رجلا أتتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم منه، فرأيته يوما خاليا وحده، فاغتنمت خلوته فجئت حتى حلت إليه، فقال، يا أبا ذر‏!‏ ما جاء بك‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله، فجاء أبو بكر فسلم ثم جلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله، ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بكر، فقال‏:‏ يا عمر‏!‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، فقال‏:‏ يا عثمان‏!‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات - أو قال‏:‏ تسع حصيات - فأخذهن فوضعهن في كفه، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يدي أبي بكر، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذه خلافة النبوة‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35410- عن عاصم بن حميد عن أبي ذر قال‏:‏ انطلقت ألتمس النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم قاعد تحت نخلات‏!‏ فأقبلت فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قلت‏:‏ الله جاء بي وأبتغي رسوله، فقال‏:‏ اجلس، فجلست، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليت أتانا رجل صالح، فأقبل أبو بكر فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، ثم قال‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله جاء بي وأبتغي رسوله، فأمره فجلس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليربعنا رجل صالح‏!‏ فأقبل عمر فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله جاء بي وأبتغي رسوله، فأمره فجلس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليخمسنا رجل صالح‏!‏ فأقبل عثمان فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، ثم قال‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله جاء بي وأبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره فجلس، ثم جاء علي فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ الله جاء بي وأبتغي رسوله، ثم أمره فجلس، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات يسبحن في يده، فناولهن أبا بكر فسبحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عمر فسبحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عثمان فسبحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عليا فلم يسبحن وخرسن‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35411- عن أبي سفيان أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزاة فقال له‏:‏ يا أبا سفيان‏!‏ ألهني ‏(‏ألهني‏:‏ اللهو‏:‏ اللعب‏.‏ يقال‏:‏ لهوت بالشيء ألهوا لهوا، وتلهيت به، إذا لعبت به وتشاغلت‏:‏ وغفلت به عن غيره‏.‏ وألهاه عن كذا، أي‏:‏ شغله‏.‏ النهاية 4/282‏.‏ ب‏)‏ عن عتبة بن ربيعة، قال‏:‏ كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم وشريف مسن، قال‏:‏ إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن أني هو، فلما دارست أهل العراق إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه؛ قال أبو سفيان‏:‏ فضرب الدهر من ضربه وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة، فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به‏:‏ يا أمية‏!‏ قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم الذي كنت تنتظر، قال‏:‏ أما إنه حق فاتبعه، قلت‏:‏ ما يمنعك من اتباعه‏؟‏ قال‏:‏ ما يمنعني إلا الاستحياء من نساء ثقيف، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يرونني تابعا، لغلام من بني عبد مناف‏!‏ ثم قال أمية‏:‏ وكأني بك يا أبا سفيان وإن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك بما يريد‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35412- عن أبي مريم الكندي قال‏:‏ أقبل أعرابي من بهز حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد عنده حلقة من الناس فقال‏:‏ ألا تعلمني شيئا تعلمه وأجهله وينفعني ولا يضرك‏؟‏ فقال الناس‏:‏ مه مه‏!‏ اجلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ دعوه فإنما سأل الرجل ليعلم فأفرجوا له، حتى جلس فقال‏:‏ أي شيء كان أول من أمر نبوتك‏؟‏ قال‏:‏ أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم وتلا ‏(‏ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا‏)‏ وبشرى المسيح عيسى ابن مريم، ورأت أم رسول في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام، فقال الأعرابي‏:‏ هاه‏!‏ وأدنى رأسه منه وكان في سمعه شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ووراء ذلك ووراء ذلك مرتين أو ثلاثا‏.‏

‏(‏طب وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل، كر‏)‏‏.‏

35413- عن عبد الله بن سلام أنه كان نزل بعمة له فبينا هو يريد أن يجتني لها رطبا فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يلتفت وينظر إلى ظهره، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد أن ينظر إلى الخاتم فألقى له رداءه فصدقه وسأله عن ثلاث آيات‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35414- عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد الله بن سلام أنه لما سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خرج فلقيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنت ابن عالم أهل يثرب‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ فناشدتك بالله الذي أنزل التوراة على طور سيناء هل تجد صفتي في الكتاب الذي أنزله الله على موسى‏؟‏ قال عبد الله بن سلام‏:‏ انسب لنا ربك يا محمد‏!‏ فارتج النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل ‏(‏قل هو الله أحد‏.‏ الله الصمد‏.‏ لم يلد ولم يولد‏.‏ ولم يكن له كفوا أحد‏)‏ فقال ابن سلام‏:‏ أشهد أنك رسول الله، وأن الله مطهرك ومظهر دينك على الأديان، وإني لأجد صفتك في كتاب الله ‏(‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‏)‏ أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء حتى يقولوا‏:‏ لا إله إلا الله، ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35415- عن أبي هريرة أن يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية فأكل منها ثم قال‏:‏ أخبرتني أنها مسمومة، فمات بشر بن البراء منها، فأرسل إليها فقال‏:‏ ما حملك على ما صنعت‏؟‏ قالت‏:‏ أردت أن أعلم، إن كنت نبيا لم يضرك، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك؛ فأمر بها فقتلت‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

35416- عن ابن عباس قال‏:‏ لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان ابن حرب في الطواف فقال‏:‏ يا أبا سفيان‏!‏ كان بينك وبين هند كذا كذا، فقال أبو سفيان‏:‏ أفشت علي هند سري، لأفعلن بها‏!‏ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه لحق أبا سفيان فقال‏:‏ يا أبا سفيان‏!‏ لا تكلم هندا فإنها لم تفش من سرك شيء، فقال أبو سفيان‏:‏ أشهد أنك رسول الله‏!‏ هذه هند ظننتها أن تكون أفشت سري من انبائك ما في نفسي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35417- عن ابن عباس أنه قال إن قريشا أتوا امرأة كاهنة فقالوا لها‏:‏ أخبرينا بأشبهنا بصاحب هذا المقام - يعنون إبراهيم، فقالت‏:‏ إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم عليها أنبأتكم، فجروا ثم مشى الناس عليها، فأبصرت أثر محمد صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ أقربكم إليه شبها، فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ما شاء الله ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35418- ‏{‏مسند رجال لم يسموا‏}‏ ابن إسحاق حدثني من لا أتهم عن الحسن ابن أبي الحسن البصري عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما حجة الله على كسرى فيك‏؟‏ قال‏:‏ بعث الله إليه ملكا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه تلألأ نورا، فلما رآها فزع، فقال‏:‏ لم ترع يا كسرى‏!‏ إن قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاتبعه يسلم لك دنياك وآخرتك، قال‏:‏ سأنظر‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

35419- عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أخبرنا عن نفسك، قال دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي في بهم لنا أتاني رجلان بثياب بيض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا، فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فغسلاه، ثم جعلا فيه حكمة وإيمانا‏.‏

‏(‏ابن منده، كر‏)‏‏.‏

35420- عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم تربا، وكانت أمي الشفاء أخت عمرو بن عوف تحدثنا عن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت الشفاء‏:‏ لما ولدت محمدا وقع على يدي فاستهل، فسمعت قائلا‏:‏ رحمك الله ورحمك ربك‏!‏ قالت الشفاء‏:‏ فأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم، قالت‏:‏ ثم أضجعته فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب، ثم أسفر لي عن يميني فسمعت قائلا يقول‏:‏ أين ذهبت به‏؟‏ قال‏:‏ ذهبت به إلى المغرب، قالت‏:‏ وأسفر ذلك عني ثم عاودني الرعب والظلمة عن يساري فسمعت قائلا يقول‏:‏ أين ذهبت به‏؟‏ قال‏:‏ ذهبت إلى المشرق‏.‏ قال‏:‏ فلم يزل الحديث مني على بال حتى ابتعثه الله، فكنت في أول الناس إسلاما‏.‏

‏(‏أبو نعيم في الدلائل‏)‏‏.‏

35421- عن عائشة قالت‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أول من يهلك من الناس قومك، قلت‏:‏ جعلني الله فداك‏!‏ أبنو تميم‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكن هذا الحي من قريش‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

35422- عن الحسن قال‏:‏ ابتعث الله النبي صلى الله عليه وسلم مرة لإدخال رجل الجنة، فمر على كنيسة من كنائس اليهود فدخل إليهم وهم يقرأون سفرهم ‏(‏سفرهم‏:‏ السفر - بالكسر -‏:‏ الكتاب، والجمع أسفار‏.‏ المختار 239‏.‏ ب‏)‏، فلما رأوه أطبقوا السفر وخرجوا، وفي ناحية من الكنيسة رجل يموت، فجاء إليه فقال‏:‏ إنما منعهم أن يقرأوا أنك أتيتهم وهم يقرأون نعت نبي هو نعتك، ثم جاء إلى السفر ففتحه ثم قرأ فقال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم قبض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ دونكم أخاكم، فغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم صلى عليه‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35423- عن الحسن قال‏:‏ جعل لرجل أواقي على أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلعه الله على ذلك، فأمر به فصلب وكان أول من صلب في الإسلام‏.‏

‏(‏ش وابن جرير‏)‏‏.‏

35424- عن الحسن قال‏:‏ أول رجل صلب في الإسلام رجل من بني ليث جعلت له قريش أواقي عن أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل فأخبره، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به فصلب‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35425- عن الحسن أن رهطا من قريش جلسوا في الحجر بعد بدر فقالوا‏:‏ قبح الله العيش بعد موت آبائنا ببدر‏!‏ ليتنا أصبنا رجل يقتل محمدا وجعلنا له جعلا، فقال رجل، أنا والله جريء الصدر جواد الشد جيد الحديد أقتله، فجعل له أربعة رهط كل رجل منهم أوقية من ذهب، فخرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل من قومه مسلم، فقال له‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قال، أسلمت فجئت، قال‏:‏ فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما في نفسه، فبعث إلى الرجل الذي نزل عليه ينظر ضيفه فيشده وثاقا ثم ابعث به إلي، قال‏:‏ فجعل الرجل ينادي حين خرجوا به‏:‏ هكذا تفعلون بمن تبعكم‏!‏ هكذا تفعلون بمن أختار دينكم‏!‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اصدقني، حتى ظن الناس أنه لو صدقه خلى عنه، فقال‏:‏ ما جئت إلا لأسلم‏؟‏ قال‏:‏ كذبت، ثم قص رسول الله صلى الله عليه وسلم قصته في قصة القوم، فقال‏:‏ ما كان ذلك، فأمر به رسول الله فصلب على ذباب ‏(‏ذباب‏:‏ هو جبل بالمدينة‏.‏ النهاية 2/152‏.‏ ب‏)‏؛ فإنه لأول مصلوب‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

35426- ‏{‏مسند عتبة‏}‏ كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا، فقلت‏:‏ يا أخي‏!‏ اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه أهو هو‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني‏:‏ ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال‏:‏ ائتني بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال‏:‏ ائتني بالسكينة، فذراها ‏(‏فذراها‏:‏ ذر الحب والملح والدواء‏:‏ فرقه‏.‏ المختار 175‏.‏ ب‏)‏ في قلبي، ثم قال لصاحبه حصه ‏(‏حصه‏:‏ في حديث علي ‏(‏أنه قطع ما فضل عن أصابعه من كميه ثم قال للخياط‏:‏ خصه‏)‏ أي خط كفافه‏.‏ حاص الثوب يجوصه حوصا إذا خاطه‏.‏ النهاية 1/461‏.‏ ب‏)‏ - يعني خطه - واختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخروا علي فقال‏:‏ لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت أن يكون قد التبس بي، فقالت‏:‏ أعيذك بالله‏!‏ فرحلت بعيرا لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت‏:‏ أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، قالت‏:‏ إني رأيت حين خرج مني نورا أضاءت منه قصور الشام‏.‏

‏(‏حم، ع، ك وابن عساكر - عن عتبة بن عبد‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/222‏)‏‏:‏ وقال رواه أحمد والطبراني ولم يسق المتن واسناد أحمد حسن‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35427- عن خليفة بن عبدة المنقري قال‏:‏ سألت محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد‏:‏ كيف سماك أبوك في الجاهلية محمدا‏؟‏ قال‏:‏ أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال‏:‏ خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع ويزيد بن عمرو ابن ربيعة بن حرقوص بن مازن وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد زيد بن جفنة الغساني بالشام، فلما وردنا الشام نزلنا على غدير عليه شجرات وقربه قائم لديراني فقلنا‏:‏ لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا فأشرف علينا الديراني فقال‏:‏ إن هذه للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد، فقلنا‏:‏ نعم نحن قوم من مضر، قال‏:‏ من أي المضائر‏؟‏ قلنا‏؟‏ من خندف، فقال‏:‏ أما إنه سيبعث فيكم وشيكا نبي فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين‏؟‏ فقلنا‏:‏ ما اسمه‏؟‏ قال محمد؛ فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمدا لذلك‏.‏

‏(‏ق والبارودي وابن منده وابن السكن وابن شاهين، طس وأبو نعيم، كر‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في الزوائد ‏(‏8/232‏)‏ وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35428- ‏{‏ابن إسحاق‏}‏ حدثني يزيد بن زياد مولى بني هاشم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيدا حليما قال ذات يوم‏:‏ وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد‏:‏ يا معشر قريش‏!‏ ألا أقوم إلى هذا فاكلمه فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا‏؟‏ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون، فقالوا‏:‏ بلى، فقم يا أبا الوليد فكلمه، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا ابن أخي‏!‏ إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قل يا أبا الوليد أسمع، فقال‏:‏ يا ابن أخي‏!‏ إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئي ‏(‏رئي‏:‏ يقال للتابع من الجن‏:‏ رئي بوزن كمي‏.‏ النهاية 2/178‏.‏ ب‏)‏ تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه أموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، أو لعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما يقدر عليه أحد‏!‏ حتى إذا سكت عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أفرغت يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ فاسمع مني، قال‏:‏ افعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ حمّ~‏.‏ تنزيل من الرحمن الرحيم‏.‏ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون‏.‏ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه‏.‏

فلما سمعها عتبة أنصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم للسجدة فسجد فيها ثم قال‏:‏ قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك‏!‏ فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به‏!‏ فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏ فقال‏:‏ ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط‏!‏ والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة‏!‏ يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها في، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ‏!‏ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به، قالوا‏:‏ سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه‏!‏ فقال‏:‏ هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم‏.‏

‏(‏ق في الدلائل، كر‏)‏‏.‏

35429- ‏{‏مسند علي‏}‏ قال‏:‏ خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه‏.‏

‏(‏طس‏)‏‏.‏

35430- ‏{‏مسند أبي بن كعب‏}‏ إن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما أقول ما رأيت من أمر النبوة‏؟‏ فاستوى جالسا وقال‏:‏ لقد سألت أبا هريرة‏!‏ إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج وأشهر إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه‏:‏ أهو هو‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأخذاني فصلقاني ‏(‏فصلقاني‏:‏ أي ألقياني على ظهري‏.‏ يقال‏:‏ سلقه وسلقاه بمعنى‏.‏ ويروى بالصاد، والسين أكثر وأعلى‏.‏ النهاية 2/391‏.‏ ب‏)‏ على ظهري بحلاوة القفا ثم شقا بطني، فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ افلق صدره، فإذا صدري فيما أرى ملفوفا لا أجد له وجعا، ثم قال‏:‏ اشقق قلبه، فشق قلبي، فقال‏:‏ أخرج الغل والحسد منه، فأخرج شبه العلقة فنبذ به، ثم قال‏:‏ أدخل الرأفة والرحمة قلبه، فأدخل شيئا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال‏:‏ اغد، فرجعت بما لم أغد به من رحمتي للصغير ورقتي على الكبير‏.‏

‏(‏عم، حب، ك والمحامل وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر، ض‏)‏‏.‏

35431- ‏{‏أيضاْ‏}‏ قال‏:‏ لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمي بها فرأت قريش أمرا لم تكن تراه، فجعلوا يسيبون أنعامهم ويعتقون أرقاءهم يظنون أنه الفناء، ثم فعلت ثقيف مثل ذلك، فبلغ عبد ياليل فقال‏:‏ لا تعجلوا وانظروا فإن تكن نجوما تعرف فهو عند فناء الناس، وإن كانت نجوما لا تعرف فهو عند أمر قد حدث، فنظروا فإذا هي لا تعرف، فأخبروه فقال‏:‏ هذا عند ظهور نبي، فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم الطائف أبو سفيان بن حرب فقال‏:‏ ظهر محمد بن عبد الله يدعي أنه نبي مرسل، قال عبد ياليل‏:‏ فعند ذلك رمي بها‏.‏

‏(‏أبو نعيم في الدلائل‏)‏‏.‏

35432- عن عبد الله بن الأخرم الهجيمي عن أبيه وكانت له صحبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ذي قار‏:‏ هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم‏.‏

‏(‏خليفة بن خياط، خ في تاريخه والبغوي وابن قانع وأبو نعيم‏)‏‏.‏

تتمة المعجزات ودلائل النبوة

35433- ‏{‏مسند أسامة‏}‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حجها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة معها صبي لها فسلمت عليه، فوقف لها، فقالت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ هذا ابني فلان، والذي بعثك بالحق‏!‏ ما زال في خنق واحد - أو كلمة تشبهها - منذ ولدته الى الساعة، فاكتنع ‏(‏فاكتنع إليها‏:‏ أي دنا منها‏.‏ النهاية 4/204‏.‏ ب‏)‏ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط يده فجعله بينه وبين الرحل ثم تفل في فيه ثم قال‏:‏ اخرج عدو الله‏!‏ فإني رسول الله، ثم ناولها إياه فقال‏:‏ خذيه فلن ترين منه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء الله‏.‏ فقضينا حجنا ثم انصرفنا، فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبي فجاءت ومعها شاة مصلية فقالت‏:‏ يا رسول‏!‏ أنا أم الصبي الذي أتيتك به، قالت‏:‏ والذي بعثك بالحق‏!‏ ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أسيم - قال الزهري‏:‏ وهكذا كان يدعى به لخمسة - ناولني ذراعها، فامتلخت الذراع فناولتها إياه، فأكلها ثم قال‏:‏ يا أسيم‏!‏ ناولني ذراعها، فامتلخت الذراع فناولتها إياه، فأكلها ثم قال‏:‏ يا أسيم‏!‏ ناولني الذراع، فقلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ إنك قلت‏:‏ ناولني الذراع، فناولتكها فأكلنها، ثم قلت‏:‏ ناولني، فناولتكها فأكلتها، ثم قلت‏:‏ ناولني الذراع، وإنما للشاة ذراعان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له‏:‏ أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك‏.‏

ثم قال‏:‏ يا أسيم‏!‏ قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت فمشيت حتى حسرت فما قطعت الناس وما رأيت شيئا أرى أنه يواري أحدا وقد ملأ الناس ما بين السدين ‏(‏السدين‏:‏ السد - بالفتح والضم -‏:‏ الجبل والحاجز‏.‏ المختار 232‏.‏ ب‏)‏ قال‏:‏ فهل رأيت شجرا أو رجما‏؟‏ قلت‏:‏ بلى، قد رأيت نخلات صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة، فقال‏:‏ يا أسيم‏!‏ اذهب إلى النخلات فقل لهن‏:‏ يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتحق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وقل ذلك للرجم، فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فو الذي بعثه بالحق نبيا‏!‏ لكأني أنظر إلى تعاقرهن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض فكن كأنهن نخلة واحدة، وقلت ذلك للحجارة فوالذي بعثه بالحق‏!‏ لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى علا بعضهن بعضا فكن كأنهن جدار‏.‏

فأتيته فأخبرته فقال‏:‏ خذ الإداوة، فأخذتها ثم انطلقنا نمشي، فلما دنونا منهن سبقته فوضعت الإداوة ثم انصرفت إليه، فانطلق فقضى حاجته ثم أقبل وهو يحمل الإداوة فأخذتها، ثم رجعنا، فلما دخل الخباء قال لي‏:‏ يا أسيم‏!‏ انطلق إلى النخلات فقل لهن يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع كل نخلة منكن إلى مكانها، وقل ذلك للحجارة، فأتيت النخلات فقلت لهن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي بعثه بالحق‏!‏ لكأني أنظر إلى تعافرهن وترابهن حتى عادت كل نخلة منهن إلى مكانها، وقلت ذلك للحجارة، فو الذي بعثه بالحق‏!‏ لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه، فأتيته فأخبرته بذلك صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏ع وأبو نعيم، هق معا في الدلائل، وحسنه ابن حجر في المطالب العالية ‏(‏أورده ابن حجر في المطالب العالية ‏(‏4/10‏)‏ بطوله وقال‏:‏ إسناد حسن‏.‏ ص‏)‏ والبوصيري في زوائد العشرة‏)‏‏.‏

35434- عن محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث عن أبيه أنهم وجدوا كتابا أسفل المقام فدعت قريش رجلا من حمير فقال‏:‏ إن فيه لحرفا لو أحدثكموه لقتلتموني، قال‏:‏ فظننا أن فيه ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فكتمناه‏.‏

‏(‏خ في تاريخه‏)‏‏.‏

35435- عن الأقرع بن شفى العكي قال‏:‏ دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم في مرضي يعودني فقلت‏:‏ لا أحسب إلا أني ميت من مرضي قال‏:‏ كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين؛ فمات في خلافة عمر ودفن بالرملة‏.‏

‏(‏ابن السكن وابن منده، طب وأبو نعيم، كر‏)‏‏.‏

35436- عن علي قال‏:‏ لقد رأيتني أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال‏:‏ السلام عليك يا رسول الله‏!‏ وأنا اسمعه‏.‏

‏(‏ق في الدلائل‏)‏‏.‏

35437- عن عبد الله بن زرير الغافقي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول‏؟‏ يا أهل العراق‏!‏ سيقتل منكم سبعة نفر بغدر، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود؛ فقتل حجر وأصحابه‏.‏

‏(‏يعقوب ابن سفيان في تاريخه، ق في الدلائل؛ وقال‏:‏ لا يقول على مثل هذه إلا بأن يكون سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏‏.‏

35438- عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله منهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا فقلت لصاحبي‏:‏ أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الفتيان‏:‏ فقال‏:‏ بلى، فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقيل‏:‏ تزوج فلان فلانة، فجلست أنظر وضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس‏!‏ فرجعت إلى صاحبي فقال‏:‏ ما فعلت‏؟‏ قلت‏:‏ ما فعلت شيئا، ثم أخبرته بالذي رأيت، ثم قلت له ليلة أخرى‏:‏ أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة، ففعل فدخلت، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تللك الليلة، فسألت فقيل‏:‏ فلان نكح فلانة، فجلست أنظر وضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس‏!‏ فرجعت إلى صاحبي فقال‏:‏ ما فعلت‏؟‏ قلت‏:‏ لا شيء، ثم أخبرته الخبر، فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما بشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته‏.‏

‏(‏ابن إسحاق وابن راهويه والبزار، ك وأبو نعيم‏:‏ ق معا في الدلائل، كر، ص‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/226‏)‏ وقال أخرجه البزار ورجاله ثقات‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35439- عن علي قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل عبدت وثنا قط‏؟‏ قال‏:‏ لا، قالوا‏:‏ فهل شربت خمرا قط‏؟‏ قال‏:‏ لا، وما زلت أعرف أن الذي هم عليه كفر وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان‏.‏

‏(‏أبو نعيم في الدلائل‏)‏‏.‏

35440- عن علي قال‏:‏ قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما بما يكون إلى أن تقوم الساعة‏.‏

‏(‏الحاكم في الكنى‏)‏‏.‏

35441- عن الحسن عن أنس قال‏:‏ تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/298‏)‏ باب تسبيح الحصى وأورد هذه الأحاديث وغيرها وقال‏:‏ رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35442- ‏{‏أيضا‏}‏ عن ثابت البناني عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حصيات في يده فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد أبي بكر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عمر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاة منهن‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏8/298‏)‏ باب تسبح الحصى وأورد هذه الأحاديث وغيرهما وقال‏:‏ رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35443- عن علي أن يهوديا كان يقال له جريجرة وكان له على النبي صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له‏:‏ يا يهودي‏!‏ ما عندي ما أعطيك، قال‏:‏ فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا أجلس معك، فجلس معه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يهددونه ويتوعدونه، ففطن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما الذي تصنعون به‏؟‏ فقالوا، يا رسول الله‏!‏ يهودي يحبسك‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره؛ فلما ترجل النهار قال اليهودي‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله‏!‏ ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة‏:‏ محمد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا متزي بالفحش، ولا قول الخنا‏.‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله؛ وكان اليهودي كثير المال‏.‏

‏(‏ك، ق في الدلائل، كر، قال ابن حجر في الأطراف‏:‏ لم يتكلم عليه؛ ك وفي إسناده أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي وكذبه جماعة‏)‏‏.‏

35444- ‏{‏مسند أنس‏}‏ أبو محمد بن أحمد المخلدي ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو هاشم كثير بن عبد الله الأيلى سمعت أنس بن مالك يحدث معاوية بن قرة قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين وكان أبي توفي وتزوجت أمي بأبي طلحة، وكان أبو طلحة إذ ذاك لم يكن له شيء وربما بتنا الليلة والليلتين بغير عشاء، فوجدنا كفا من شعير فطحنته وعجنته وخبزت منه قرصين، وطلبت شيئا من اللبن من جارة لها أنصارية فضبت على القرصين وقالت‏:‏ اذهب فادع بأبي طلحة تأكلان جميعا، فخرجت أشتد فرحا لما أريد أن آكل فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا وأصحابه‏!‏ فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ إن أمي تدعوك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه‏:‏ قوموا، فجاء حتى انتهى إلى قريب من منزلنا فقال لأبي طلحة‏:‏ هل صنعتم شيئا دعوتمونا إليه‏؟‏ فقال أبو طلحة‏:‏ والذي بعثك بالحق نبيا‏!‏ ما دخل فمي منذ غداة أمس شيء، قال‏:‏ فمن أي شيء دعتنا أم سليم‏!‏ ادخل فانظر فدخل أبو طلحة فقال‏:‏ يا أم سليم لأي شيء دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالت‏:‏ ما فعلت غير أني اتخذت قرصين من شعير وطلبت من جارتي الأنصارية لبنا فصببت على القرصين وقلت لأبي أنس، اذهب فادع أبا طلحة تأكلان جميعا، فخرج أبو طلحة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قالت أم سليم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ادخل بنا يا أنس‏!‏ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة وأنا معهم فقال‏:‏ يا أم سليم‏!‏ أتيني بقرصك، فأتته به، فوضعه بين يديه، وبسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه على القرص وقرن بين أصابعه فقال‏:‏ يا أبا طلحة‏!‏ اذهب فادعو من أصحابنا عشرة، فدعا بعشرة، فقال لهم‏:‏ اقعدوا وسموا الله وكلوا من بين أصابعي، فقعدوا فقالوا‏:‏ بسم الله، وأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا، فقالوا‏:‏ شبعنا، فقال‏:‏ انصرفوا وقال لأبي طلحة‏:‏ أدع بعشرة أخرى، فما زال يذهب عشرة ويجيء عشرة حتى أكل منه ثلاثة وسبعون رجلا ثم قال‏:‏ يا أبا طلحة ويا أنس‏!‏ تعالوا، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة وأنا معهم حتى شبعنا، ثم إنه رفع القرصين فقال‏:‏ يا أم سليم‏!‏ كلي وأطعمي من شئت، فلما أبصرت أم سليم ذلك أخذتها الرعدة - يعني من التعجب

‏(‏ أورده الحافظ ابن حجر في عشارياته وقال‏:‏ هذا حديث غريب من هذا وهو مشهور عن أنس، وفي هذا الإسناد مقال من جهة كثير بن عبد الله وقد تكلموا فيه ولكنه لم ينفرد به، وقد تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، أخرجه خ ‏)‏

35445- عن أهبان بن أوس الأسلمي أنه كان في غنم له فشد الذئب على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه فخاطبني فقال‏:‏ من لها يوم تشغل عنها‏!‏ تنزع مني رزقا رزقنيه الله‏!‏ فصفقت بيدي وقلت‏:‏ والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا‏!‏ فقال‏:‏ تعجب ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات - وهو يومئ بيده إلى المدينة - يحدث الناس بنبأ ما قد سبق ونبأ ما يكون وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأمر الذئب وأسلم‏.‏

‏(‏خ في تاريخه وقال‏:‏ إسناده ليس بالقوى، وأبو نعيم‏)‏‏.‏